الأحد، 11 ديسمبر 2016

تلخيص درس التاريخ : تونس في العشرينات

 تونس في العشرينات


 І - الظروف المساهمة في تطور العمل الوطني خلال فترة العشرينات

1 - الظروف الداخلية : وضعية إقتصادية وإجتماعية  متأزمة
   
أ- وضعية إقتصادية  متأزمة
إجتاحت البلاد أزمة حادة كانت مظاهرها واضحة على مختلف القطاعات
·        القطاع الفلاحي :
 - بقاء وسائل الإنتاج تقليدية .
 - إثقال كاهل الفلاحين بالضرائب المجحفة .
 - ظروف طبيعية غير ملائمة : كتتالي سنوات جفاف وجدب (1918- 1920-.1922..) وما تبعه من تأثيرات على تراجع الإنتاج وتدني أغلب المحاصيل الزراعية خاصة تلك التي تعتبر المورد الرئيسي للدولة : كالحبوب وزيت الزيتون إلى جانب تدهور قطيع الماشية وإرتفاع الأسعار...
ومما زاد الأزمة إستفحالا سلك المستعمرالفرنسي لسياسته التوسعية الزراعية التي تقوم على سلب الفلاحة التونسية أخصب ألراضيها لفائدة المعمرين  .
·        أما القطاع الحرفي فقد شهد تدهورا تنيجة :
  - بقاء وسائل الإنتاج تقليدية ذات مردود ضعيف وتكلفة باهضة
 - منافسة البضائع الأوروبية المصنعة للمنتوجات الحرفية المحلية كالشاشية والمنسوجات والأحذية ...
كما عملت السلطة الإستعمارية على إغراق السوق المحلية بالبضائع الأوروبية ... في المقابل عرف المنتوج المحلي كسادا كما فرط أصحاب الصنائع في محلاتهم تنيجة تدهور وضعهم المالي وبالتالي إنتشرت البطالة في صفوف الفلاحين والحرفيين
 
       ب- وضعية إجتماعية متأزمة عمقتها السياسة الإستعمارية التعسفية

أفرزت الأزمة الإقتصادية أزمة إجتماعية عميقة من أبرز مظاهرها
-  تفاقم مظاهر الفقر والبؤس والبطالة والجهل وتدني المواد المعيشية وتردي المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين فانتشرت المجاعة والأوبئة ...
في المقابل إستأثرت الجالية الأجنبية بجل الثروات (رغم قلتها ) وتمتعت بعدة إمتيازات (في إطار السياسة الإستعمارية العنصرية) كالثلث الإستعماري
    ج- النتيجة : تنامي الغضب الشعبي : المظاهرات والإنتفاضات الشعبية
 إحتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وإشتداد التناقضات بين السكان المحليين والأجانب ...ظهرت بعض التحركات الشعبية كمظاهرة 5 و 6 أوت 1920 بمدينة تونس وسوسة والمهدية ...

  -2 الظروف الخارجية
غداة الحرب حاول الوطنيون الإستفادة من بعض الظروف الجديدة  الناجمة عنها منها :   
- المطالبة بتطبيق مبادئ الرئيس ولسن وخاصة البند المتعلق"بحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها "
- إلى جانب تنامي حركات التحررالوطني بعديد البلدان المستعمرة في العالم كصدى المقاومة المصرية ضد الإحتلال الإنقليزي بقيادة " سعد زغلول " والتي توجت باستقلال مصر سنة 1922.
أو المقاومة التركية بقيادة "مصطفى كمال أتاتورك "على إثر إحتلال الحلفاء لجزء من الأراضي التركية ...
        ساهمت كل هذه الظروف الداخلية والخارجية في إعطاء إنطلاقة جديدة للحركة الوطنية خلال فترة العشرينات  فما هي أبرز مظاهرها :
   П- مظاهر تطور الحركة الوطنية التونسية في العشرينات

1-    نشأة الحزب الحر الدستوري التونسي

            أ – برنامج الحزب
تأسس الحزب الحر الدستوري التونسي في مارس 1920 على يد عبد العزيز الثعالبي بمعية ثلة من أعضاء حركة الشباب التونسي ومن إنضاف إليهم .
وقد أستلهم برنامج الحزب من كتاب" تونس الشهيدة "لعبد العزيز الثعالبي
وقد تضمن جملة من المطالب :

        ب- مطالب الحزب
تضمن برنامج الحزب الحر الدستوري التونسي جملة من المطالب السياسية والإجتماعية والإقتصادية
* - مطالب إسياسية :
 - كالمطالبة بإرساء نظام دستوري
 - الفصل بين السلط الثلاث
 - حق التونسيين في تمثيل شعبي منتخب (مجلس تفاوضي مشترك بين التونسيين والفرنسيين وحكومة مسؤولة .)
           *-  مطالب إجتماعية :
- ضمان المساوات بين التونسيين والفرنسيين في الإمتيازات الإدارية والوظائف
- حرية الرأي والصحافة والإجتماع
- إجبارية التعليم العام للتونسيين
          *- مطالب إقتصادية :
- كالنهوض بالقطاع الفلاحي والحرفي والتجاري و تخفيض الداءات ....
هي جملة من المطالب الإصلاحية لكنها تبقى في إطار نظام الحماية .رغم ذلك فقد قوبلت بالرفض من طرف السلط  الإستعمارية .

        ج- نشاط الحزب
تعددت أنشطة الحزب الداخلية والخارجية منها :
    *- نشاط داخلي : مساعي لدى الباي
تمثلت هذه المساعي في بعث الوفود وتقديم العرائض إلى الباي في محاولة لكسب تأييده وتعاونه مثل عريضة 18 جوان 1920 للباي محمد الناصر .

    *- نشاط خارجي : موجه نحو سلطة الحماية بالعاصمة باريس
تمثل في بعث جملة من الوفود الدستورية :

   

        يعد الحزب الحر الدستوري التونسي أول حزب تونسي ركز في مطالبه على إرساء نظام دستوري إلا أن هذه المطالب لم تجد لها صدى لدى سلطة الحماية التي عملت على حل الحزب ونفي أعضاءه ...


2-    تأسيس جامعة عموم العملة التونسية

     أ-    ظروف النشأة 
إثر الحرب العالمية الأولى وعقب تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي ساهمت جملة من الظروف في نشأة أول حركة نقابية تونسية منها :
        *- تردي الوضعية الإقتصادية والإجتماعية :
أبرزها تفاقم مظاهر البطالة وضعف المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين أمام إرتفاع الأسعار وتدني الأجور ...وبالتالي تفشي مظاهر الفقر والجوع والخصاصة ...

        *- وضعية نقابية مهمشة :
احتدت التناقضات الاجتماعية بين العمال التونسيين والفرنسيين علي مستوى الأجور والتشغيل والضمانات الاجتماعية.
حيث سخّر اتحاد النقابات الفرنسية كل طاقاته للدفاع عن مصالح العمال الأوروبيين وتجاهل مشاغل التونسيين.
- ساهمت هذه التناقضات وإجراءات التمييز في تنامي وعي العمّال التونسيين
مما طرح ضرورة بعث نقابة تونسية مستقلة  تدافع على مصالحهم .

        *-  دور محمد علي الحامي :

لعبت هذه الشخصية دورا هاما في تأطير العملة التونسيين وترسيخ الفكر النقابي في صفوفهم إلى جانب العديد من الدستوريون أمثال : أحمد توفيق المدني الطاهر الحداد ....

     * - إضرابات عمّال الرصيف :
 شهت  صائفة 1924 موجة من الإضرابات العمالية   مثل إضرابات 25 جويلية 1923 وإضرابات 13 أوت 1924 في صفوف عملة الرصيف  ... بتونس وبنزرت ... طالب فيها العمال بالترفيع في الأجور وتقليص ساعات العمل اليومية إلى 8 ساعات ...

       ب- نشأة جامعة عموم العملة التونسية  أهداف وأبرز نشاطها
أفضت كل هذه الظروف إلى تأسيس جامعة عموم العملة التونسية في 3 سبتمبر 1924 حيث أسندت كتابتها العامة لمحمد علي وإتخذت رمزا لها
" الحرية بالإتحاد ".

·        أهداف المنظمة:  ضبطت ضمن القانون الأساسي للجامعة من أهمها :
- الدفاع عن مصالح العمال بصرف النضر عن أديانهم وجنسياتهم
- تحقيق المساوات بين التونسيين والأجانب
·        نشاطها : برز في تأطير العملة وعقد إجتماعات عمالية وتأسيس
نقابات داخلية في صفوف عملة الرصيف والسكك الحديدية والشاشية وسوق الحبوب  نقابة شركة صفاقس, قفصة للفسفاط, عمال الرصيف بصفاقس..



            تعتبر جامعة عموم العملة التونسية أول تجربة نقابية تونسية لكنها لم تعمر طويلا بسبب السياسة التعسفية الفرنسية حيث أوقفت السلطة الإستعمارية محمد علي ورفاقه بتهمة التآمر على أمن الدولة وقررت نفيهم يوم 5 فيفري 1925 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق